الة العود الشرقية
بالرغم من ان الة العود قد عرفت فى الممالك القديمة و استخدمها القدماء المصريين فى الدولة الحديثة عام 1600 ق. م و قد عثر فى مدافن طيبة على الة منها و هى محفوظه بالمتحف المصرى فى برلين . بالرغم من ذلك فاننا نجد بعض الكتاب الغربيين يحاولون اشاعة نوع من الضبابية و الغموض حول اصل نلك الالة . و لكننا فى الوقت نفسه نجد كثيرا من الكتاب المنصفين الذين يحددون فى وضوح ان الة العود قد وصلت الى الى اروبا عن طريق العرب فنجد كاتبا مثل هنرى لانج يقول : " اما الالات الوترية التى تغمز اوتارها فقد حظى العود و انواعه المتعددة بكل تقدير و شاع عزف هذة الانواع فى عصر النهضة و عصر الباروك. و اصل الالة مشوب بالغموض " و يقول جيرم و اليزابيث روش : " ان العود قد اتى الى اوربا من الشرق فى اوائل العصور الوسطى دون ان يحدد بدقة من اى بلاد الشرق جاء و فى الوقت نفسه نجد كتابت منصفين يوضحون الحقيقه بجلاء فيقول انتونى باينز " قدمت الة العود الى اوربا من الحضارة العربية قرب نهاية القرن الثلث عشر " و يقول جيروفرى هيندلى " و قد دخلت الة العود الى اوربا من البلاد الاسلامية فى اواخر القرن الثالث عشر " و لذلك فاننى ارى من واجب المتخصصين العرب فى الموسيقا ان يكتبوا الدراسات التى توضح اثر الحضارة العربية الموسيقية على الحضارة الاوروبية و هو بالتاكيد تاثير كبير تثبته المخطوطات و الكتب العربية التى عرفها الاوربيون و كونت فكرهم الموسيقى بعد ذلك خلال فترة بناء حضارتهم الموسيقية التى تبلورت بعد ذلك بعدة قرون و من هذا المنطلق اقدم هذة الدراسة . ان الة العود كانت الالة الرئيسية فى موسيقا الحضارة العربية و قد احتل عازفوها مكانه رفيعة لدى حكامها و نذكر منهم على سبيل المثال ( ابراهيم الموصلى ، و ابنه اسحاق الموصلى و تلميذهما زرياب ) الذين عاشوا فى عصر الدولة العباسية .
و قد انتقلت الة العود الى اوروبا من خلال ثلاثة مصارد هى :
1- الفتح العربى لاسبانيا ( 92 هـ / 711 م ) .
2- فتح العرب لجزية صقلية ( 212 هـ / 827 )
3- الحروب الصليبيه التى شنتها البلاد الاوروبية على العرب فيما بين القرنين الحادى عشر و الثالث عشر الميلاديين .
و انتقلت الة لاعود الى اوربا فى اواخر القرن الثالث عشر و كما هو معروف فان الالات الموسيقيه تنتقل بموسيقاها و قد ظلت الة العود بصورتها العربية لفترة من الوقت ثم ادخل عليها كثير من التعديلات لتناسب طبيعة الموسيقا الاوربية المتعددة الالحان . و قد قامت على الة العود العربية النهضة الغنائية فى اوروبا كما انها تعد اول الة موسيقية تكتب لها منفردة مقطوعات خاصة بها لتؤديها دون ارتباط بالغناء فى العصور الوسطى حيث كانت الة العود تحتل نفس المكانة التى تحتلها الة البيانو الان و اسم الة العود فى اللغات الاوروبية المختلفة يؤكد اصلها العربى .
و كذلك فقد كانت الة العود هى اول الة موسيقية يدون لها تدوينا موسيقيا و مع ذلك فان استخدام الحروف الابجدية و الارقام للتدوين الموسيقى فكرة قديمة نجدها فى المخطوطات العربية و على الاخص فى مخطوطات صفى الدين عبد المؤمن الارموى المتوفى عام ( 396 هـ 1294 م ) .
و يرجع الفضل لالة العود فى نقل الموسيقا الاوروبية من الكنيسة الى الحياة الدنيوية و قد ظهرت احجام مختلفة من الة العود لتغطى كل المساحه الصوتية المعروفة .
و قد بدا فن الاوبرا باغان تقدم بمصاحبة الة العود و مما هو جدير بالذكر ان الاوركسترا الذى قدم اوبرا اورفيو عام 1607 للمؤلف الايطالى كلوديو مونتيفيرى ( 1567 – 1643 ) كان يعتمد بشكل اساسى على عدد كبير من الات العود كما ان حفلات تشارلز الاول الذى حكم بريطانيا العظمى ابتداء من عام 1625 كان يستخدم فيها اربعون الة عود بجانب الالات الاخرى .
و قد استغلت الة العود فى مصاحبة الغناء و الرقص بالتألفات التى تعزفها و كان هذا بداية ظهور لون جديد من الموسيقا تطور على اساسه فن الاوبرا و فن الغناء بصفة عامة و برز اسلوب الكتابة للالات الموسيقية المختلفة فى المؤلفات الالية البحتة . و بذلك تحولت الة العود من مجرد الة مصاحبة الى الة منفردة كتب لها كثير من اساطين المؤلفين الموسيقيين نذكر منهم :
* انطونيو فيفالدى ( 1678 – 1714 )
* جورج فريدريك هيندل ( 1685 – 1759 )
* يوهان سباستيان باخ ( 1685 – 1750 )
و فرانز جوزيف هايدن ( 1732 – 1809 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق