الخميس، 14 يوليو 2011

احوال العشاق




أقتحمُ بوحَكِ المسْدود ، و أدلقُ قهوةً بلا سُكّر على لسانكِ البارد ، لا أخشى تِشْرينَكِ ، لا أستسلمُ

بسهولة لاحْتيالِكِ ،

و طُرُقِكِ الأربعة للتّرويض، أتبعثرُ داخل صناديقِكِ ، بين نجفات البيت ، على أظافركِ الطويلة،

تنهيدة تَزْفُرينَها بعد قراءة ٍ لرواية رومانتيكيّة رخيصة !


2/

غريبةٌ الأحداث التي تتقاطرُ من طرف ردائكِ !


3/

أدنو من فمِكِ بلا فاتحة ، بلا تجهيزات مُسْبقة ، فيرتصُّ الحمامُ على السّور .. و يضحكُ حجَرْ !


4/

صَوتُكِ عُشّ ، خالية أصابعي من طُهْرِ النّدى، لستُ فقيهاً في فجركِ المُرْتعش ، و ..أدعو !


5/

عند المنعطف : سترةٌ بنيّة ملقيّة ، امرأة ، كائنات صغيرة تتحرك ، موسيقى جاز بطيئة ،

ضوء حانة قريبة ، و متسوّلون !


6/

أيتُها المتهوّرة/ أيتُها العنيفة/ أيتُها السريعة/ أيتُها القادرة/ أيتُها المُشتعلة/ أيتُها

المنتصبة/

أيتُها المُقتربة/ أيتُها الحادّة/ أيتُها المُنْفرجة/ أيتُها الدّائخة/ أيتُها المُتكحّلة/ أيتُها

الفائضة/

أيتُها الأصليّة/ أيتها الدّاخلة/ أيتُها الحُرّة/ أيتُها المنفجرة/ أيتُها المضمومة/ أيتُها

الناتئة/

أيتُها الطويلة/ أيتُها اللائقة/ أيتُها الفاكهة/ أيتُها اللامعة/ أيتُها اللذيذة / أيتُها

الطريّة /

أيتها النظيفة/ أيتها المُنْهمِكة/ أيتها المُسْتوية/ أيتها المصقولة/ أيتُها المُمَرّضة !


7/

قبل دقيقتين ، بعد نافذةٍ وضيعة : العطسةُ الأخيرة من وبائكِ القديم !


8/

تمددتْ عليه ، نسيتْ درسَ التطريز و موعد عيادة الأسنان .. خاطبته كآخر حصاد ، ك/سلّة ممتلئة ،

أخبرها أن لها رائحة تشبه [الشمّام] ، قالت : إنه شامبو ممتاز ، أسبل عينيه ،

أرخت أشياءها .. أشعرُ أنها ملاءة مكيفة ، وافقها بإيماءة ، لملم خصلاتها

و أخذ يعود .. يعود ، يعود .


9/

أخوض لحنك الغجري ، و أعود منك بريئا" ، مطمئنا" .. رشيقا" !


10/

اختراقٌ طارئ لهَلْوستي المُبلّلة !


11/

التنين السائح في أمعائي مغرم بموسيقى الروك !


12/

نشرة الأخبار و امرأتي السمراء : الطابق الثاني أكثر أنسا" !


13/

تموز ، أرجوك : اهدأ قليلا" !


14/

أصير بيضة كبيرة ، يرقد عليها ضوء النيون و رائحة الأثاث الجديدة !


15/

السعال حتى أقواس الله المخفية ، رئتان خفيفتان تحسبان المسافة إلى بيارة البرتقال ،

قنديل الزيت فوق رأسي ينخر في وحشة السكون ، فمي مصب اللذة المتبددة ،

قيثارة تندلع فجأة .. رائحة/ دبيب/ احتكاك ، أقواس .. و رئتان خ ف ي ف ت ا ن !


16/

قالت: لن تسعَكَ زجاجةُ الماء الصغيرة ، و لا تلك الثمرة الصفراء التي ستُلقي بها من النافذة ،

و لا هذه المساحةُ التي تشيرُ إليها ، أنتَ أيها المُختنقُ ضوءاً ، لا بُدّ أن تُساوم !


17/

أتثاقل ، أو أصير ثقيلاً ، أتكوّمُ على ظلّي أبلهاً .. أ ت ث ا ق ل !


18/

ساعديني لأجتاز هذا الحرّ ، و أمنحَ كُلَّ ثيابي للفقراء !


19/

تبلغينَ كتماني ، فلا أسكتْ !


20/

طلبك العجيب بأن أحشرك داخل علبة كبريت ، مربك إلى حد ما ، و ... !


21/

أحتج أو لا أحتج ، أتغطى أو لا أتغطى ، أتحول أو لا أتحول ، أتوسل

أو لا أتوسل .. أنت حالتي المتهورة !


22/

أريدكِ أن تُشْبهي ليمونة الآن ، فقط ليمونة !


23/

أيتها الأوركيدةُ في أنحاء الأوركسترا و الاحتفال ، الهواءُ كله قُرْبي ،


24/

و أنت آخر لُعبي ، و أول جملة أستخدم فيها الاستعارة المكنية !


25/

بعد أن أوضح لها استفساراتها الفلكية ، نقتسم السقف و السكاكر !


26/

امرأة تشتاقني ، تمزق خرائطها / العنكبوت الرابض تحت نهدها ، يكره رائحة الصابون !


27/

أستنشق بخورك/ أستنشق زحفك المخيف على بلاط أزماني !


28/

أطفئ قناديلك ، و أطفئ لساني .. أيتها السيدة بأكمامك القصيرة ، ما عاد صوت البحر يفزع

بقائي !


29/

اليمام يترك رأسي ، يتوضأ للصلاة !


30/

البلادُ التي لا تصلُ فيها الرسائل ، حرامٌ أن تكونَ على الخريطة !


31/

وضوحك يا سيدتي : دش دافئ !


32/

عصفوراك النائمان ، لا يأبهان لحرارتي العالية !


33/

فُكّي ضفيرتيك ، تحرري من ثيابك الثقيلة ، أنا حارس الشرفة الجميلة !


34/

تهذي آخر طفلة في دفتري بما عندها من خرافات ، تبلل أطراف أصابعي بماء فزعها !


35/

اجعلي دمي أخضرا" ، و اختصري الاحتضار !


36/
خبئي اسمي تحت كمك ، اقرئي آيتان .. و نامي ، نامي ، نامي !


37/

أعيديني لبطنكِ ، أو لتنزلْ لي الكواكب !


38/

بعيدة عني تعاويذك ، بعيد أنا عن كل خطاياك السريعة !


39/

أرتدي أمراضكِ الصغيرة ، و تتعرى سنبلة !


40/

تنتهي بوداعكِ لغة التراب !






إلى المحارب القديم : أيمن الأسطل .


1/

سيدي، أعطفُ عليكَ بِكَسْرةِ قمرْ

لا تَمُدَّ خَيْشُومكَ في قصر الذُّبابْ،

أنا التّتاريُّ

سفّاحُ الغيابْ،

مبتورةٌ ساقي

ضعيفُ البصرْ !

2/

تخجلُ من قصائدكَ القديمة

تحلقُ لحيتكَ

و يُبْريكَ السُّعالْ ،

تعلمُ أن : موحشٌ نهدُ اليتيمة

ولا يهمُّكَ ،

لا يهُمُّني

كُلَّ ما يُقالْ !

3/

قالوا : يا بلد

قلتَ : طز !

_ شمّر يا ولد !

_ و الله ما ينعز !

4/

عيّرتني بالشيبِ و هو وقارُ ،

فدهنتَ وجْهَكَ زبداً

و بنيتَ مِحْرابَكْ !

5/

و إنّي و إن كنتُ الأخيرَ زمانهُ ،

فصليتَ وحدكْ ،

قرأتَ وحدكْ ،

هجعتَ وحدكْ !

6/

أُطْلِقُ لساني

و أقودُ قُرَيْشا ،

بيعتْ في النّخاسةِ، أفناني

و ليس في جَيْبي قِرْشَا !

7/

يوم كنتَ في بغداد عصرا

أطلقوا عليكَ السّهام

انسطحتَ على الأرض نهرا

و تفرقتَ بين أقدام اللّئام !

8/

تعريفات

التحشيش : فضائيّة الانتهاز، أن تعتلي ظهر التنين و تُلقي بالورود .

خان يونس : الجزء الأخير من قصة السندباد .

يوتوبيا : أن لا يكون هناك رجالٌ بربطات عنق .

9/

كأيّ عبدٍ مؤمنٍ تأخذُ بالأسباب

كأيّ عبدٍ مؤمن آخذُ بالأسباب

و بعد تهتُّكِ حنجرتيْنا ؛

لا حلَّ يا سيّدي،

لا حلَّ غير الانقلابْ !





أحسبُ لقدومي عُشْباً أخضر، و فراشة، و هسهسة غموضٍ

لا أرى داعياً له .

أُجَرِّدُني من نياشيني، و إمضائي، و فخذ الشابّة التي تكتبُ

على عواميد الكهرباء و هي سائرة، و أُبْقي لي (مرسيل) و

قهوةَ أمي و قُلّةً ماءٍ و بحراً و عود .

سأمٌ يجوسُ خلال الديار، و الليل يُجيدُ توبيخي ، يدي السماءُ

يدي السماءُ ، يدي السماء ، أطأُ خرائط الارتخاءِ، و أحتوي

نغم الأفرع النازلة، ذبولٌ في لساني، ذبولٌ على لساني، ذبولٌ

في الرؤى، هذا الرأس شَبِقٌ إلى لُفافة تبغ، نَهِمٌ لاغتصابِ

رائحة الدخان، أتخلّى عن كُتْلتي و أغوصُ حلزوناً في شرشفٍ

أزرق، عُمْقٌ سرابيّ المزايا، أكرهُ نبيذَكِ المؤجّل, أكرهُ نهدَكِ

المؤجّل، أحبُّ سُباتي بين وسائدكِ الكبيرة، لا كهرباء تمنعُ

صوتينا من الارتداد، لا وقت لأبحث داخل سُرّتِكِ عن قطعةِ

حلوى، و أتحوّلُ فصلاً من مسرحيّةٍ لشكسبير .

أتركُ جلدي و خشونةَ الذاكرة/ أتوارى/ أمارسُ التخريف/

أضعُ هاتفي بجانب السرير/ أكتبُ قرارات سريعة .

أرى كل شيء، أُصْبحُ همّ الكلمات و السماء و حَمَام الحيّ .

أتوسّع.. الجدرانُ حجارةٌ تحتاجُ إلى خيالٍ مُستدير، سوارٌ

و زِند ، ضُمّةُ بنفسج ٍ تحت القمر، أتكوّم، أخرجُ من الهامش

إلى شيء أبيض .. وَعْيٍ أبيض !

و كنتُ عشباً ممنوعاً، أتأرجحُ في قوافل غروبٍ شاملٍ في أفقٍ

من رمل، لي نصفٌ في اللون، و آخرٌ على العتبات .

وجهي له قابليّة الاحتمالات : كتب / إضاءات خافتة/ رميات

نرد !

ينتفي الاهتمام بالزمن المُتتابع ، بل انفتاح المساحات كتطريز ٍ

مُتجاور لا أسبقيّة فيه لغُرْزة على أخرى .. و لا تتابع !

..



إلى الست .. أم كلثوم


شَأْنُ هذي الخميلةِ، شَأْني،

ظِلٌّ يتوقُ لِ/لَوْحةِ الرّسْم/

فَجْرٌ عطاياكِ و المِنْديلْ !

و أنا قفصٌ خشبيّ،

إطارٌ مُزَخْرفْ،

أصيصُ نَبْتةٍ مُبْهِجَة .

يَسْمَعُكِ الفَلَكْ !

فاض بُلْبُلٌ بجلوسي

حطَّ على حِجْرِكِ؛

و امْتَلَكَ البَلَدْ !






باريس ، موسيقى باريس المُمَيّزة لها ، حضور باريس الهادئ

الطِّباع ، كل شيءٍ فيها يشبهها ، الأرصفة ، المتاجر ،

المقاهي ، رجالُها الوسيمون الذين يظهرون على شاشة

التلفاز ، تسريحات الشعر النسائية ، الملابس الداخلية ،

سيارات الأجرة ، رجال الشرطة ، أرصفة ، شبابيك ، حدائق ،

مارّة ، إيفل ، مواعيدها ، أمسياتها الشعريّة ، مزاد

اللوحات الفنيّة ، و أشياء ..

هي ترفضُ دعوى الطلاق التي رفعها زوجها ، و هو مصرٌّ جداً ،

تستقبلُ في ظروفها تلك أختها القادمة من أمريكا، لتقع

بدورها في غرام أخ زوج أختها ، الزوج على ما يبدو يهوى

امرأة روسية متزوجة من رجل مخبول عقليّاً ، يقتلهما في

النهاية .

لا مفرّ من الطلاق قبل ذلك ، تقرّر المحكمة اقتسام ممتلكات

البيت بينهما ، الخلاف يكون على لوحة باهظة هي إرث

عائلة الزوجة ، لكن عائلة الزوج ترفض أن تؤول اللوحة

للزوجة وحدها ، و يحاولون إثبات أحقيتهم فيها .

تتسّعُ الدائرة ، تعودُ لتتقلّص ، عناصر تبقى ، عناصر تتفهّم

و عناصر تتصرف بدبلوماسيّة ، و عناصر تسقط من إيفل !

لتصبح مساحة الدائرة مناسبة ، و باريس هادئة !




جُمْلةٌ للإيابِ في مرقدي ، العناصرُ كُلُّها مأهولةٌ ، كَوْكَبُكَ يصيبهُ

الارتباك ، و لم يتركْ لكَ العندليبُ قِطْعةً من شِعْر.

الرجفةُ الخالدة مانعتي من حصار المساحات الضيّقة ، و بلاغتي

في حُجْرةٍ من القشّ تنظرُ بكثافةٍ إلى شريط البحر البائنِ خلف

أرتالِ الظنون القديمة .

حديثٌ أيتها الطيّبة مؤمنٌ بقدومكِ و علاماتِكِ القَبْليّة ، الروحُ

تُهَجّئُ اسْمَكِ اللايقينيّ ، و تغلو في ارتخائها ، تتصيّدُ عبيراً في

الواحدةِ بعد منتصف ليلةٍ تموزيّة ، أسفار / الثلاثي جبران / أسفار

أسفار/ أسفار/

تزحفُ إلى دمي هلالاً ، مدىً تسندهُ هاماتُ السّرْوِ و شيئاً من

نشيدٍ يقفُ على إيقاعهِ بُرْعُمُ قريحةٍ زكيّة .

أيتها الطيّبة ، عن مكانِكِ أسأل ، عن صباحكِ ، عن مسائكِ ،

عن رَفِّ كُتُبِكْ ، عن أريكَتِكِ و نَوْعِ صابونِكِ و نسبةِ السُّكّر في

قهوتكِ الاحترافيّة ، عن مسارِكِ في فلَكِ التوهُّمِ ، و مَسْرَحِكِ

الذاتيّ ، أيتها الطيبة ، برزخٌ يتهيّأُ لانفصالِ جِهَتَيْنا ، و أنا

يُجْهِضُ التّلفُ بوحي ، لم يطلع البرتقالُ بعد ، لم يبتلْ طينُ

الذّاكرة ، محضُ عصفورٍ على السور يناغشُ هَدْأةَ الدّقائق ،

انْغماسٌ في أزْرَقِيّتي ، و أطْلسِ العالم ، جُمْلةُ الإيابِ تحمِلُها

نملةٌ جائعة ، العناصرُ كُلُّها فارغة ، و أسفار/ أسفار/ أسفار .


وَجْهي أُعِدُّهُ لكِ ،

أغسلهُ

و أتحسّسُ ندبةً ليست بموجودة !

بسيطة أموري يا طيّبة ،

أوراقي وفيّةٌ/

الكُرْسيُّ و عُلْبةُ السُّكّر

و الأغاني ،

كيف أفعلُ إنْ أنتِ

اسْتَقَلْتِ منَ المرايا ؟!!





صعب إنّي ألاقي زيُّه تاني في الحياة

عشان ألاقي زيُّه تاني يا مين يعيش !

و اللي باقيلي من اللي فات

شويّة زكريات

و لسة فاكرله حكايات

بيصبروني في وحدتي ،

..

بفكّر بالساعات

فضل شاكر

حمّل

هنا




لكِ أن تستبيحي أشيائي الغافية

و مشطيَ العاجيّ، وتهمسي لدفاتركِ عن الدفئ

القديم ،

أردّدُ ما تعلمتهُ منكِ من كلمات

و أقلّدُ إيماءاتِكِ

البارعة ،

عودي لمرآتِكِ و اشطبي انزعاجَكِ

الطفيف . قطارٌ يغادر ، قطارٌ يعود .

و أنا ما أردتُّ الرحيل ؛ إلا خوفاً

من ظنونكِ و اكتراثي !



train leaves at eight

nicos

حمّل

هنا







1/

الأرجحُ أنّي مُصابٌ

بانْحِباسٍ غيميّ ،

لا مناطيد في أنحائي

لا طائرات ورق ،

لا فقاعة تعكسُ أزمةَ

الثبوت !

أنا أصرّحُ يا سيدتي :

عيناكِ خطيرتان في الطيران .

2/

اللغة لن تُجْدي و هي

تمشي تحت السور ، بطيئة/

عابسة/ مُنْهكة .

لن تُجدي اللغة لو أشعلتَ لها

النور ، و دسستَ نَهْرَكَ

في موعدٍ قصير !

أنا أصرّحُ يا سيدتي :

نَبقةٌ من شفتيكِ ، لغة .

3/

المكانُ لم يكن مكتظاً تماماً ،

كنتُ أشعر بالعشب الطريّ، ينمو

تحتَكِ ، و أتصرفُ بأنّي عادي جداً .

أنا أصرح يا سيدتي :

كنت بحاجة لأن نمشي قليلاً ؛ لأتعرف

على نهديكِ بصفةٍ ودّية !







الشيء الذي ندركهُ معاً ، نستوعبهُ معاً ، أن ال 16 كيلو متر التي قضيناها

سيراً على الأنغام ، ليست سوى افتتاحيّةٍ يسيرة لانضمامنا إلى قبيلة النبات

المُتسلّق !

نوازي السّاحلَ ، لا نتعثّرُ بالجهات ، نأخذُ من كل عاصمةٍ غروباً

و رصيف ، و أتنحّى عن أوّل صَبّةٍ للقهوة ؛ إكراماً لطولهِ و الصبغةِ التي

على شَعْرِه .

أدعكُ لهُ القُمْقُمْ ، يدعكُ لي خياليَ المُستقيل ، فنلفاها في زوبعة الياسمينِ

صَحْوةَ الأديم ، مرموقةَ القدّ ، تعلو صخباً ، تنزلُ صخباً ، تُذعنُ لها

الذبذباتُ بين فمي و فمِهْ ، تخرجُ من أصابعه ، و من أصابعي تقطفُ

الثُّريّا ، نتلكّأُ سويّاً ، و نتقاسمُ فيها شهادةً علميّة !

لَبِقٌ هو في وَصْفِ الرشيقات ، حَذِقٌ بالسّيقان المَمْسودة ، يقترحُ عليَّ

طريقاً يُتيحُ لكِلَيْنا مجالاً من الخواصر المُنْداحةِ شذىً و طيبا ً ، يتأهّلُ

حتى تصيرَ وجنتاه رغيفين ، أتأهّلُ حتى أصير قطعةَ حلوى يُصيبُها

المللُ وسط ثرثرةٍ لا جدوى لها .

أحسنُ ما فينا أنّنا لا نتكلّف ، و أنّنا نخفضُ صوتيْنَا إذا ما مرّتْ بنا

صبيّةٌ جميلة ।


يركبُ رأسي نسمةً أولى محتبسة خلف الباب المعدنيّ ، و أقولُ : الله !

على يدي اليُمْنى غابةُ صنوبر ، و على الأخرى تقومُ معركةٌ ، يجاذبُني الطريقُ

الوضيعُ أطرافَ الخُطى ، و لا أعلمُ ما وراء الشبابيك ، و لا ماذا ترتدي النساءُ

في غرفهنّ ، يمامةٌ ترسلُ صوتها ، حركةُ أوانٍ زجاجيّة ، أفكّرُ في حمام سباحةٍ

على سطحِ برجٍ قائم ، و أصابع لدنة تُدَلّكُني ، و تموزُ بلا قُبّعة ، تموزُ شهريَ

الفسيح ، تموزُ نهدُ السّائحةِ التي قالت :سأطهو لك أذنيك ، و أنوء باحثاً عن

جرّة الذهب و الشجرة العجيبة .

أسقي فمَكِ أيتها الغائبة ، و أبتلعُ وحدي حصادَ الليل البديع ، تنشطُ غريزتي بعد

مكالمةٍ هاتفيّة مائعة ، أُحدّقُ في فراغ ، و أدمدم :

و مش عارفين عيونك يا عليا شو حلوين !

في مدينتي مدرسةٌ ثانوية للبنات ، و رقائق بطاطس جيّدة ، و أرصفةٌ للمشي

و أشجار كينيا كثيرة ، و بناطيل جينز (no body) ، و أماكن لعرض

دوري الأبطال ، و عيادةٌ فخمة للأسنان ، و آباءٌ ديموقراطيون ، و جاراتٌ أنيقات

و قلعةُ برقوق ، و خطوط (adsl) ، و محلٌ للحلاقة ، و قنواتٌ فضائية ،

و مكتبةُ البلدية ، و ( لبن أب ) .. و رفقة .. وسطحٌ للسهر ،

فلماذا أريدُ وطناً أفضل ، اتزكرتك يا عليا و اتزكرت عيونك .. و يخرب

بيت عيونك يا عليا شو حلوين !


الرّاقصاتُ في بَهْوِ النَصِّ العرائيّ ،

هذا ما جَنَتْ يداكْ .

سيِّدَتُكَ القُمَاشةُ الحَمْراء ،

أسْرَرْتَ لها وَلَعكْ

بالفَخْذِ المَشْدودِ، ضِمْناً

و عِيانَا !

الفلامنكو على شَاربِكَ ،

الفلامنكو في أنبوبةِ قَلَمِكَ

الأزرق .

الفلامنكو تسقطُ مع أَهْدَابِكَ

السّاقطة ،

الفلامنكو تبقى مع أَهْدابِكَ

الباقية ،

الفلامنكو تذهبُ معكَ

إلى الحلاق !

الفلامنكو تحت ثِيَابِكَ

الصيفيّة /

فوق أديمِكَ الأشقر .

الفلامنكو، عباءةُ المدينةِ المخطوفة .

دَمُكَ يَبْرُدْ

دَمُكِ يَسْخَنْ ،

إشبيلية ، مخطوبةٌ لِغَيْرِكْ .

و تَظُنُ نَفْسَكَ منَ البرمائِيّاتْ !!! 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق